ذاتى ولذاتى

مستقبلاتنا الحسية هى الأخرى تبلدت
يبدو أنها الفتنا نحن أصحاب الحس المرهف (كما يزعمون)
بالأمس غير البعيد كنت استمع الى الآية فتبكينى وأظل معها طوال أسبوع او يزيد!
أفكر
أتأمل أراجع نفسى
ثم يذهب عنى أثرها شيئا فشيئا
ثم
كأن لم يكن
الأغنية المؤثرة
اللحن الشجى
القصيدة الصادقة
مشهد لعجوز يجر قدميه فى الشارع ولا يجد من يساعده فى عبور الطريق
امين شرطة يبصق فى وجه بائع جوال فى سن ابيه
...............................................................
كان لهذه المشاهد وغيرها وجع فى قلبى يستقبلها كوقود يضمن الاستمرار
علاقة قد تبدو للوهلة الاولى نفعية
فإذا بها تعيد تشكيل الصورة لفترة غير معلومة
يظهر فيها الإنساني المتصالح مع نفسه ومع الكون بأثره
لا اعرف بالضبط
هو التكرار الذى ينتزع من الإحساس دوما طزاجته
ام ان عدوى عقلى الذى احترف تخديرى قد انتقلت الى سائر الاعضاء
أيكون القلب هو الأخر قد فعلها ؟
الأزمة اننى اتفاعل
اى والله
وقد ابكى بحرقة!
واتأثر
لكن سرعان ما يذهب جوع الروح الى حال سبيله فأعاود اقتراف الحياة من جديد
اصبح الاستقبال الان كالوجبة التيك اواى
تنتهى قبل ان افكر فى شرائها
لا يتجاوز المشهد فى طلعت حرب اكثر من فاترينتين
لينتصر على قسوته بنطلون جينز
بدلة شيك من كونكريت
او احداهن
خيال الاديب فى هذا الحال يبدو عبئا اضافيا على صاحبه فقد تعودت منذ ما يقرب من (لا اريد ان اذكر) ان اغض الطرف
الا ان ما ينحته خيالى فى زحام النفس اكثر بكثير مما كانت تتركه النظرة المحتفية فى فراغ الروح
هل سنموت قبل ان نفهم لماذا تغادرنا آلام طالبناها كثيرا بالبقاء؟
يخبرنى احيانا ان قانون القوة دوما ينتصر
حتى مع الآلام
رغم كونها من كبار الملاك فى الارض
الا ان سعة الامتلاك لا تقوى على رد عضلات الارادة اذا ما تعملقت وارادت
الاحتجاز الاجبارى هو الحل اذن
- لكنى لا ارضى ذلك..
- رضيت ام لم ترضى هى طبيعتها تجبرك على ان تجبرها للرضوخ لما تريد (انت)
او
ستجبرك هى على ما تريد (هى)
التراضى معناه ان تبقى كما انت انت
اتسائل احيانا فى غفلة منه
- او هكذا يحب ان يوحى الى
انه غافل -
هل إيثاري الأبدي للتفاهم ينطوى حقا على شخصية هادئة تحب الحرية لها وللآخرين؟
ام هو بديل انيق لما لا اقوى عليه؟
ام ان ثقتى فى النتيجة الحتمية هو ما يدفعنى لتكرار هذا رغبة فى المزيد من التأسى على النفس؟
ام ماذا؟
ماذا؟

0 التعليقات: